مقامات الخابور

بعد تأكيد واشنطن أنها ستبقي على قاعدة وحيدة .."التنف" تعود إلى الواجهة

بعد تأكيد واشنطن أنها ستبقي على قاعدة وحيدة .."التنف" تعود إلى الواجهة

الخابور - أحمد عواد 

عاد الحديث عن قاعدة "التنف" إلى الواجهة بعد تأكيدات متزايدة عن نية الولايات المتحدة الانسحاب من كل قواعدها في سوريا، مع الإبقاء فقط على قاعدة واحدة.

التنف.. من مكافحة التنظيم إلى كبح إيران

تأسست قاعدة التنف عام 2016 كجزء من جهود التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، تحديدًا قرب معبر التنف، كان الهدف من القاعدة مزدوجاً:

1- قطع الطريق البري الذي يربط طهران ببيروت مروراً ببغداد ودمشق.

2. منع عودة تنظيم داعش وتأمين المثلث الحدودي الحساس.

وسرعان ما تحوّلت بسرعة إلى نقطة تمركز استخباري ولوجستي.

الموقع والأهمية الجيوسياسية

تقع القاعدة داخل منطقة عازلة قطرها 55 كيلومتراً تُعرف باسم "منطقة الـ55"، يمنع دخول أي قوات معادية أو غير متحالفة إليها، وُشرف على أهم مفترقات طرق البادية، وتوفر للأمريكيين مراقبة لصيقة على الحدود العراقية من جهة البوكمال والقائم، والأردنية عبر معبر التنف/الوليد، والسورية في عمق البادية بين حمص ودير الزور.

القوات داخل القاعدة: من بقي؟

رغم انسحاب القوات الأمريكية من قواعد في حقلي العمر وكونيكو وغيرهما فإن قاعدة التنف بقيت، وتضم حاليًا ما بين 100 إلى 200 جندي أمريكي، بجانب وحدات دعم استخباري وتقني من التحالف الدولي (قوة بريطانية)، وفصيل جيش سوريا الحرة: وهي قوة سورية محلية مسلحة، كانت تُدار من البنتاغون، وتلقى تدريباً وتسليحاً مباشراً.

وبعد سقوط النظام، بدأت هذه القوة التنسيق مع وزارة الدفاع السورية الجديدة، ولكنهم لم يُدمجوا رسمياً بعد في هيكلية الجيش الجديد.

قاعدة الزكف.. نقطة مهجورة

تقع شمال التنف بحوالي 70 كم، كانت تُستخدم سابقًا كنقطة دعم وتدريب، وأُغلقت فعلياً عام 2018، لكنها ما زالت صالحة للاستعمال.

لكن قد تُعاد إليها الحياة كملحق لوجستي أو قاعدة للطائرات المسيّرة مستقبلاً.

"جيش سوريا الحرة" إلى أين؟

يواجه اليوم مفترق طرق، فالفصيل لديه تاريخ طويل في التنسيق مع الأمريكيين، لكنه بدأ تقارباً تدريجياً مع حكومة دمشق الجديدة.

يوُتداول سيناريوهات دمجه ضمن قوات حرس الحدود السورية أو قوات الأمن الخاصة التابعة لوزارة الدفاع السورية، لكن يبقى التحدي: ضمان استقلاليته عن أي نفوذ خارجي، وإعادة تأطيره ضمن شرعية وطنية.

التنف… قاعدة مراقبة أم عقدة تفاوض؟

تمثل قاعدة التنف اليوم أكثر من مجرد موقع عسكري، فهي رمز لاستمرار النفوذ الأمريكي المحدود في سوريا بعد نهاية مرحلة الأسد، كما أنها نقطة مراقبة استراتيجية بين ثلاث دول، وجسر استخباراتي نحو العراق والأردن، وهي أخيراً ورقة تفاوض إقليمي، يمكن أن تُستخدم لتثبيت ترتيبات أمنية طويلة الأمد أو للتفاوض على انسحاب نهائي