الخابور -متابعات 

تداولت مواقع إعلام محلية قبل أيام، خبراً مفاده اغتصاب فتاتين من ريف حماة، من قبل عناصر من الجندرما التركية، قرب الحدود السورية التركية بريف تل أبيض، لاقى الخبر رواجاً واسعاً لدى إعلام الميليشيات الانفصالية "قسد" الرسمي والرديف، واستخدم كمادة إعلامية لتشويه صورة الجيش التركي والوطني أيضاَ.

واستندت المواقع التي نشرت الخبر في بادئ الأمر، لما قالت إنها نقلاً عن شهود عيان ومصادر مطلعة في الشرطة العسكرية، عن تعرض القاصر (ن.ش) البالغة من العمر١٧ سنة، وابنة خالتها(ب. ب)، للاغتصاب، خلال محاولتهن عبور الشريط الحدودي عبر طرق التهرب مع تركيا، واتهمت عناصر الجندرما التركية بالفعل بشكل صريح.

وتقول المعلومات إنه وبعد اعتقال المجموعة التي حاولت الفتاتين الدخول معها وعددهم قرابة 30 شخصاً، لدى محاولتهم اجتياز الحدود، وبعد تعرضهم للضرب - وفق المصدر - وإعادتهم للجانب السوري كما جرت العادة، قالت إن الفتاتين أبلغت الشرطة العسكرية بأن جنوداً أتراك قاموا باغتصابهن.

وحول الموضوع، تواصلت شبكة "شام" مع عدة مسؤولين أمنيين وعسكريين ومنهم طبيين، في منطقة تل أبيض الحدودية، للوقوف على حيثيات الموضوع، والتي أفادت مجتمعة بأن القضية ملفقة، وغايتها إشغال الرأي العام في قضية تسيئ للجيش التركي المنتشر في كثير من المناطق السورية وعلى الحدود، ولدواع شخصية.

وبعد انتظار إتمام التحقيقات والفحوصات الطبية، لإنهاء الجدل الحاصل، حصلت شبكة "شام" على نسخة كاملة من التقرير الطبي من مشفى تل أبيض، بإشراف الشرطة العسكرية، التي تولت التحقيق في القضية، كونها الأولى التي يتم الحديث عنها وتداولها بهذا الشكل الواسع، وكونها قضية تهم الرأي العام السوري والتركي سواء.

ويظهر التقرير الذي حصلت عليه "شام" والمكون من ثلاث صفحات تفاصيل كاملة للكشف الطبي على الفتاتين، لمرات عدة، بعد تغيير أقوال المدعيات عن طريقة الاغتصاب، موقع من قبل ثلاث أطباء مشهود لهم بثوريتهم وبين أبناء المنطقة الشرقية، أثبتوا جميعاً عدم وجود أي دلائل أو قرائن على أي اغتصاب تعرضت له الفتاتين في الحالتين المدعى فيها.

وفي السياق، أفادت مصادر أمنية مطلعة على حيثيات القضية، وتتولى متابعتها لشبكة "شام" أن الفتاتين كانتا ضحية شاب موجود في ألمانيا هو خاطب إحداهن، وهو من اقترح عليهن الادعاء بالاغتصاب، لإشغال الرأي العام، وبالتالي إدخالهن إلى تركيا، وفق ماقدمت تلك الجهة من "صور ومقطع فيديو" كامل للمحادثة التي جرت بين الشاب والفتاتين، تتحفظ "شام" عن نشر الفيديو والصور لأسباب تتعلق بخصوصية القضية وعدم الإشهار بالفتاتين وعائلاتهما.

واعتبر المصدر الأمني، أن القضية تحولت لمادة دسمة لإعلام الميليشيات الانفصالية "قسد"، وبدأت بالتداول بشكل واسع كالنار في الهشيم، بهدف الإساءة للجنود الأتراك والقوات التركية بشكل عام، لافتاً إلى أن تلك القوات تنتشر في عموم المناطق المحررة، ولم يرصد سابقاً أي تعدي من هذا النوع أبداً.

وذكر المصدر الأمني لـ "شام" أن الجهات التركية تعاملت مع القضية بشكل جدي، وتوعدت بمحاسبة الجنود بشكل حقيقي في حال ثبات التهمة عليهم، بعد إجراء الفحوصات الطبية الكاملة للفتاتين من قبل شخصيات طبية معروفة، كون القضية لاتمس الشعب السوري فقط بل الشعب التركي أيضاَ وقدسية الجندي التركي لديهم.

وسجل في كثير من المواقع والحوادث، عمليات ضرب واعتداء على مدنيين من قبل الجندرما التركية، خلال محاولتهم العبور إلى الأراضي التركية عبر طرق التهريب، كما سجل مقتل مدنيين برصاص عناصر الجندرما التركية خلال محاولتهم عبور الحدود، في وقت لاتزال عمليات التهريب مستمرة، رغم التحذيرات التركية المستمرة والتي تطلقها لعدم الاقتراب من الحدود واعتبارها منطقة عسكرية، إلا أن الحاجة للخروج لبلد آمن جراء الحرب السورية تدفعهم للمغامرة.
 المصدر :شبكة شام