الخابور  - خاص 

في زيارة مفاجئة وصل البارحة "بافل جلال طالباني " رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني متجاوزاً الحدود السورية العراقية إلى محافظة الحسكة، إذ اجتمع مع مظلوم عبدي القيادي في حزب العمال الكردستاني والذي يشغل حالياً قائد قوات "قسد"، وبحضور صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" الفرع السوري لحزب "ب ك ك" الإرهابي، بالإضافة لوجود عدد من قيادات قسد المنحدرة من جبال قنديل، ومنهم محمود بدرخان قائد " واي بي جي " الذراع العسكري للحزب.

يعتقد أن مجيء بافل طالباني في هذا التوقيت الذي تشهد به منطقة شمال شرق سورية توتراً كبيراً بين القوى الدولية الفاعلة في سوريا، يندرج ضمن إطار دعم حزب "ب ي د" في سوريا؛ فارتداؤه الزيَّ العسكري يعتبر دلالة واضحة على ذلك، مع ازدياد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية تبعد فيها إرهاب "ب ي د" عن حدودها الجنوبية مع سوريا، هذا من ناحية أولى.

أمّا من ناحية ثانية، فسيكون دوره في تعزيز العلاقة بين "ب ي د" والقوات الأمريكية حاضراً بقوة على طاولة اللقاء لمتابعة محاربة تنظيم داعش الذي أظهر نشاطاً واضحاً في الآونة الأخيرة بسبب التراخي المقصود من قيادات "ب ي د" كوسيلة ضغط على الأمريكان بعد تراخي الرابطة بينهما إثرَ التطورات الدولية الأخيرة. إذاً يعتبر تدخله في هذا التوقيت بالذات ذا دلالةٍ واضحة لتعزيز فكرة أن التهديدات التركية تعيق عملية محاربة تنظيم داعش لدى الأمريكان، وبالتالي تحميلها مسؤولية فشل عملية محاربة الإرهاب وإجبارها على التراجع عن العملية العسكرية التي تنوي القيام بها.

ومن ناحية ثالثة؛ بالتأكيد سيكون لنظام الأسد حصة من اللقاء، فالدور الذي لعبه بوفال في بداية الثورة السورية في مساعدة قيادات "ب ي د" للدخول إلى سورية بالتعاون مع استخبارات النظام يؤهله في الوقت الراهن للعب دور زيادة التقارب بين النظام وعصابة "ب ي د" خصوصاً أن طالباني محسوب على محور إيران والنظام وحزب العمال الكردستاني الإرهابي وعرّاب العلاقة التاريخية بين هذه الأطراف. من هنا، لا بد له أن يحقق ثغرة في صفوف عصابة "ب ي د" لصالح إيران والنظام السوري تتمثل في زيادة في التقارب.

تحمل زيارة بوفال طالباني في هذا الزمن الذي تتشابك به الأحداث في الساحة السورية، دلالات واضحة على تقديم الدعم لعصابة "ب ي د" والسعي لإيجاد صيغ جديدة من شأنها إعادة ترتيب العلاقات مع كل القوى التي تعادي الثورة السورية، وفرز محاور سياسية وعسكرية تضع محور إيران وطالباني وحزب العمال الكردستاني " ب ك ك " والنظام السوري بمواجهة محور الثورة السورية وتركيا، بالاستناد إلى استثمار لعبة محاربة الإرهاب التي باتت شمّاعة لتمرير المشاريع الخاصة التي سيكون نصيب عصابة "ب ي د" منها الانفصال.