الخابور - صالح الحمزة

القاسم المشترك بين حملة الشهادات الجامعية وأصحاب الإختصاصات الأكاديمية أنك قلما تجد بينهم من يمتلك مهنة يدوية أو حرفة ما خارج اختصاصه . تأطرت حياتهم بقيد الشهادة والإختصاص ، طبعا هذا هو الأصل الذي بنت عليه الدول المتقدمة نهضتها العلمية والإقتصادية ، ولكن للواقع رأي مختلف .

مع حالة النزوح والهجرة المفروضة على السوريين فقد الكثير من الأكادميين وظائفهم ولم تعد شهاداتهم سوى ورقة ، لك أن تبلها وتشرب ماءها علها تخفف عنك قليلا من صداع الغربة .

في بلاد الهجرة لمع أصحاب الحرف والمهن ولم يتغير عليهم الوضع كثيرا ، من كان ميكانيكيا في سوريا صار ميكانيكيا في تركيا والأردن ولبنان وحتى في أوربا وقس على ذلك الدهان والبلاط وسائر المهن اليدوية والحرفية ...

الأطباء والممرضون كانوا الأوفر حظا في هذه المعمعة فهناك طلب دائم على هذه الوظائف . أما المهندسون الصيادلة ، المحامون ، الضباط . كانت الخيارات شبه معدومة أمامهم وإن نجح القليل منهم بطريقة ما ولكن الأحكام لا تبنى على الندرة إنما على الغالب المألوف.

لا أزال أتندر على ذلك الدكتور الجامعي الذي تعطلت سيارته . وفي ورشة الميكانيكي أصلحها له طفل بوقت قصير ، ولما سأله عن أجرة التصليح أجابة الطفل : مائة ألف ليرة ، فقال له الدكتور : أنا دكتور جامعي وراتبي الشهري لا يتجاوز المائة ألف وانت بنصف ساعة تأخذ مائة ألف ؟ 

رد عليه الطفل :

ما حدا قلك تضيع وقتك بالدراسة ؟! .